فعالية الجرتق ورقيص العروس
نظم المكتب الاجتماعي بالجمعية الألمانية السودانية | راين ماين مساء 23 فبراير 2025 فعالية خاصة بالنساء، حملت عنوان الحلقة الثانية من طقوس الزواج السوداني، وجمعت بين طقسي الجرتق ورقيص العروس. كانت ليلة استثنائية أعادت للحاضرات أجواء الأعراس السودانية بكل تفاصيلها الدقيقة، من الزينة والموسيقى إلى الأطعمة والمشروبات التقليدية.
عروس حقيقية وطقوس متكاملة
بدأ التحضير للفعالية باهتمام كبير بالتفاصيل، حيث جرى تجهيز الحُلي التي تتزين بها العروس وصينية الجرتق بما تحمله من رموز وعطور، إلى جانب اختيار أغاني الدلوكة التي تعكس روح الفرح. المفاجأة الكبرى كانت مشاركة عروس حقيقية مكتملة الحناء والزينة، أدت رقصة العروس بعد أن تدربت لأيام كما يحدث في السودان، مما منح الأمسية طابعاً أصيلاً مؤثراً.
لم يقتصر الاحتفاء على الطقوس فحسب، بل شمل أيضاً تقديم الأطعمة المرتبطة بيوم الجرتق مثل اللحم والبطيخ والمخبوزات التي تحمل رسومات ورموزاً تراثية، إضافةً إلى الفطير التقليدي. كما حظي المشروب السوداني المعروف الشربوت بحضوره المميز، ليضفي نكهة محلية أصيلة على السهرة.
فال ... وتواصل أجيال
تألقت العروس في رقصها وسط تصفيق وتشجيع السيدات، اللواتي تفاعلن ببهجة وحماس مع كل لحظة من لحظات الفعالية. وقد سعى المكتب الاجتماعي من خلال هذا النشاط إلى لفت نظر الشابات إلى جماليات الزواج السوداني وفرادته، وإبراز تفاصيل طقوسه بما تحمله من رموز ومعانٍ ثقافية.
اختتمت الأمسية بحوار قصير مع بعض الأمهات ذوات الخبرة، قدّمن خلاله شرحاً عن الأصول التاريخية للجرتق وخطواته وما يرتبط به من معتقدات ومفاهيم. وبذلك جمعت الفعالية بين الجانب الترفيهي والبعد التوعوي، حيث لم تكن مجرد عرض تقليدي بل مساحة لإحياء الذاكرة الثقافية ونقلها إلى الأجيال الجديدة.
خلفية عن الجرتق ورقيص العروس
يُعد الجرتق السوداني طقساً احتفالياً قديماً يُمارس في حفلات الزواج لجلب الفأل الحسن والخصوبة وحماية العروسين من العين والحسد. يمتاز باللون الأحمر والبخور وصينية الجرتق بما تحمله من أدوات رمزية، ومن أبرز طقوسه بخ اللبن ورش الحبوب، إلى جانب الأغاني والرقص على إيقاعات الدلوكة.
أما رقيص العروس فهو رقصة خاصة تؤديها العروس أمام زوجها والحاضرات، ترافقها إيقاعات الدلوكة والأغاني النسائية. ترمز الرقصة إلى الفرح والجمال والخصوبة، وغالباً ما تُؤدى في أجواء نسائية مغلقة تحافظ على الخصوصية. ويُعتبر هذا الطقس مكملاً للجرتق، حيث يجسد الجانب الفني والاحتفالي في مراسم الزواج السوداني


